بسم الله الرحمن الرحيم

( حمدا وصلاة وسلاما )

كنا في شهر أفريل من هذه السنة قد جعلنا استكتابا في موضوع هام مستجدّ، وحدث خطير مسّ أرجاء المعمورة، ألحق بالأشخاص الطبيعيين والاعتباريين ضررا بالغا؛ فتهاوت أمامه أنظمة صحية لطالما كانت مقصد المرضى والمصابين؛ ولم يسلم منه لا رئيس في عرشه، ولا طبيب في مصحته، ولا صيدلي في مختبره، ولا متعبد في خلوته، وانهارت بسببه اقتصادات عالمية لطالما كانت محتكرة خدمات وسلع ضرورية، وجمّدت معه قوانين ونظم أساسية، وعطّلت مدارس وجامعات ومساجد وصلوات جماعية وجُمع وعبادات كثيرة وسنن متعددة، ودور عبادة ومراكز كثيرة متنوعة، فضلا عمّا لحق الفئة الهشّة من المجتمع، التي ليس لها من قوتها إلاّ ما يكفي يومها، وها نحن اليوم نقف على هذا الكتاب.

لقد حاولت البشرية التعايش مع هذا الوباء، فطرحت خططا بديلة، وحلولا كثيرة، وقوانين استثنائية، وإجراءات وقائية ردعية، وخاض الباحثون تجارب عديدة، ونشر الأكاديميون أوراقا ليست بالنزيرة، وكلّها ترنو إلى إنقاذ البشرية من هذه الجائحة الخطيرة، حتى تسترجع نظامها الطبيعي ووضعها العادي.

ومن هذا كلّه؛ ما طرحته مجلة الاجتهاد للدراسات القانونية والاقتصادية من أجل استفزاز أقلام الباحثين في مختلف الموضوعات القانونية والاقتصادية والاجتماعية والشرعية، وبعد قرابة السنة وبعد الدراسة والتحكيم والمراجعة ها نحن اليوم نقف على ما خلصت إليه الأبحاث والدراسات، عساها أن تكون مرجعا ولبنة في مجال الدراسات في مثل هذه المواضيع.

ولقد كان العزم على إصدار العدد في شهر جوان 2020، ولكن لظروف عملية مهنية متعلقة بالوصاية، تم تأجيل إصدار هذا العدد، والحقيقة أننا كنا عازمين على تأجيل إصداره فترة أخرى، وما منعنا من ذلك إلاّ؛ الخوف من فوات فائدة الطرح المعتمد في البحوث، والخوف من ظن البعض إخلافنا بموعد صدور العدد.

نعم؛ يصدر هذا العدد والعالم ما يزال يشهد تفشيا لهذا الوباء وانتشارا له، مع تحذيرات من شهود موجة ثانية وثالثة في حال عدم احترام السبل والتدابير الوقائية، على أمل أن ييسر الله عزّ وجل للبشرية إيجاد علاج له، فيكون فسحة أمل لحياة جديدة سعيدة ولقاء حضوري صحي جميل.

مع التقدير 

رئيس التحرير

د.شوقي نذير